د.اسمهان ماجد الطاهر
عندما أنظر إلى الأفق اللامتناهي أشعر بأني أنظر إلى اخر الأرض حيث تلتقي السماء بالماء،كل شيء متألق جليل. جميلة هي الحياة وتستحق أن تعاش بشغف.كل إنسان مزود بإحساس طبيعي يرفض الأوضاع المفضية إلى الموت. لذلك نركز في تفاصيل كل ما يحيط بنا وكأن هناك مغناطيساً خفيا ضخما يشدنا برفق إلى حيث الأمان.
ان الكارثة عادة تحدث في ثوان معدودة فتزهق الروح. كم هو موجع السماع عن مقتل شاب بحادث سيارة نتيجة التهور في السرعة والقيادة غير المسؤولة وعدم الالتزام بقواعد المرور.أو نتيجة استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة.
سماع خبر مقتل طفل أو طفلة بحادث دهس نتيجة خطأ بسيط وغير مقصود شيء مأساوي. أعداد هائلة من الوفيات من الشباب والأطفال تتسبب بها حوادث السير. نزيف الدماء على الطرقات جراء الحوادث اليومية يكبد الكثير من الخسائر ويولد الحسرة والألم في القلوب.
اطلقت مديرية الأمن العام وضمن مبادرات (أردن النخوة ) حملتها المرورية التوعوية تحت شعار"كفى لنزيف الطرقات» وكانت تهدف لنشر الوعي والثقافة المرورية والحد من ارتكاب المخالفات الخطرة المسببة للحوادث المرورية وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات.
وقد جاءت الحملة لتوحيد الجهود ودعوة الجميع للعمل سويا وفق خطط واستراتيجيات تسهم في الحد من الحوادث المرورية وما تشهده طرقاتنا من نزيف الدماء جراء تلك الحوادث.
واستجابة لنداء مديرية الأمن العام في اطار نشر الحملة التوعوية عقد المجلس المحلي لضاحية الرشيد ندوة بعنوان «كفى لنزيف الطرقات"من واقع إيمان عميق بأن التوعية حول نزيف الطرقات والمأسي الموجعة هي مسؤولية مشتركة بين الأمن العام والمؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني والأسرة.
إن الحذر والالتزام وضرورة التصدي للظواهر السلبية مثل السرعة والتراسل أثناء القيادة وسوء استخدام الطرقات لم يعد ترفا وانما ضرورة وبالذات ان معظم الحوادث تحدث مع فئة الشباب وتسبب عاهات مستديمة وإزهاقا في الأرواح.
حملة كفى لنزيف الطرقات مسعى ضروري للحد من القيادة المتهورة وحرق فرامل السيارة بحركات بهلوانية مدمرة وخطيرة وغيرها من السلوكيات المؤذية.
إذا فكر كل شاب مندفع خمس دقائق قبل أن يتحدى الطريق سيبتعد عن القيادة الرعناء وسيقاوم الصخب بالهدوء.عند قيادة المركبات لا تجري وراء اليقين بل عليك أن تكون في حالة شك فيما يحمله الطريق لك وهذا يحتم اليقظة والانتباه لأي مفاجأة ولكل ما هو غير متوقع. لا تقود السيارة وأنت في حالة غضب أو مرض أو حزن شديد ولا تستعجل الوصول فالفرق بين الوصول الآمن والكارثة لن يتخطى عشر دقائق.
إن نشر الثقافة المرورية من خلال الأعلام الواقعي هو ما سيساهم في تنبيه مستخدمي المركبات عامة والشباب خاصة بضرورة الحذر لضمان السلامة العامة على الطرقات.. حمى الله الأردن.
[email protected]